ثلاث سنوات، خمس سنوات... على تخرجنا وما زلنا بانتظار العمل، نبحث عن أي عمل في القطاع العام أو الخاص دون جدوى، لسان حال طلبة وخريجي الجامعات يقول: «سنبحث عن عمل يتناسب مع دراستي واهتماماتي والأفضل أن يكون ضمن القطاع العام فهو أضمن للمستقبل».
"محمد العمر" خريج كلية الإعلام يقول: «تخرجت في كلية الإعلام منذ عشر سنوات، وتقدمت لأكثر من ست مسابقات، ونجحت بخمس منها دون أن يتم تعييني، وما زلت أعمل على نظام ما يسمى الاستكتاب في هذه الصحيفة أو تلك».
ويضيف "العمر" معللاً: «أعتقد أن عدم ربط التعليم بسوق العمل، وفائض العمالة في المؤسسات الحكومية، والعدد الكبير للمتقدمين للمسابقات يحول دون توافر الفرص لخريجي الجامعات، ودون عمل الكثير من المبدعين كلٍّ في مجال اختصاصه، فمثلاً مسابقة وزارة الصحة الأخيرة تقدم لها 37.5 ألف شخص نجح منهم /2500/ وتم تعيين /1200/ شخص فقط!».
الطالب "محمد الهلال" خريج كلية الاقتصاد في "جامعة دمشق" سرد لنا حكايته قائلاً: «تخرجت منذ حوالي عشر سنوات في كلية التجارة والاقتصاد، وبعد أن طارت أحلامي في البحث عن وظيفة في الدولة، بدأت متاعبي في البحث عن عمل لدى القطاع الخاص، حيث عملت في عدة مجالات،
|
مدخل جامعة دمشق- البرامكة |
ولم أتمسك بتلك الوظائف والأعمال ربما لأنها ليست من صلب اختصاصي إلى أن عملت كمحاسب في شركة تعمل في مجال صناعة أقراص الكمبيوتر، صحيح أن الراتب جيد جداً مقارنة بالقطاع العام إلا أن ساعات العمل طويلة جداً، حيث أخرج من المنزل في الساعة السابعة صباحاً ولا أعود قبل العاشرة والنصف ليلاً، وهذا إرهاق فكري وجسدي».
الشاب "سعيد الأحمد" يقول: «مضى على تخرجي في كلية الإعلام ما يقارب أربعة أعوام ولم أحصل على أي وظيفة تتعلق بشهادتي في القطاع العام ولا في القطاع الخاص، لا من قريب ولا من بعيد، وما زلت أعيش عالة على أهلي».
"غصون الهلال" خريجة كلية المكتبات قالت: «تخرجت في الجامعة العام الماضي، وأبحث عن عمل لدى القطاع العام ولكن لا مجال.. وأنتظر دوري في مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل أو النجاح في المسابقة التي أعلنت عنها وزارة التربية مؤخراً لانتقاء مدرسين، ولو أنني
|
إلى أين سيوصلهم هذا الدرب؟ |
غير متفائلة بالتعيين نظراً لتجارب الكثيرين ممن أعرفهم فالعدد المطلوب لأي مسابقة لا يتناسب إطلاقاً مع الأعداد الهائلة التي تتقدم لهذه المسابقة أو تلك».
أما "كريم عبد الرحيم" الذي كان يدرس في الجامعة فتبدو حكايته أشبه بمن استفاد من درس انتظار "محمد"، و"غصون" وغيرهما، يقول "عبد الرحيم": «كنت أدرس في الجامعة "قسم الآثار"، وبصراحة حملت مواد في أكثر من سنة "لم أتخرج" وصلت إلى السنة الرابعة وسبقني زملائي بكثير وأخذوا مكانهم في وظائف الدولة وفي القطاع الخاص، وهناك من سافر خارج القطر حتى يعمل معلماً في إحدى مدارس الدول العربية، تركت الجامعة بعد أن عرض علي عقد عمل في الخارج و"حسَبتها" أنني إذا أنهيت جامعتي سوف أعمل لدى القطاع الخاص ربما في الأجر نفسه "لم أحسن الاختيار" لكني راض ولست نادماً على قراري، ولكن ما إن سنحت لي الفرصة للعمل في بلدي حتى عدت وعملت في القطاع الخاص براتب جيد ولكن بدوام طويل ومتعب».
حكايات عديدة لا تتطلب الكثير من التعليق.. ربما تتقاطع معها الكثير من الحكايات، وربما نجد غيرها عشرات الحكايات لكن يمكن أن نقول إن البطالة الاحتكاكية التي تعني عدم اللقاء بين العمل وعارضيه هي أحد أبرز عوامل فوات الفرص على الشباب من خريجي المعاهد والجامعات