"من الطبيعي أن أزور لبنان لكن في الوقت المناسب.. وهذا ليس مستغرباً" اعتبر الرئيس بشار الأسد أن "عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط تحتضر", مشيراً إلى أن "العملية في مأزق بسبب غياب الشريك الإسرائيلي الجدي الذي يسعى إلى تحقيق السلام بل هناك شريك وهمي ".
وأشار الأسد, خلال مؤتمر صحفي مشترك مساء الأربعاء مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, إلى أن عملية السلام بحاجة إلى اهتمام ليس فقط عندما تفشل وإنما ربما تكون بحاجة أكثر عندما تبدأ بالنجاح أو بالإقلاع", لافتاً إلى أن "عودة الأرض هي التي تحقق السلام وليس العكس".
وأكد الرئيس الأسد أن "الوسيط التركي كان وسيطاً عادلاً ً وموضوعياً، وكان وسيطاً ناجحاً"، مضيفاً "نؤكد على هذا الدور التركي اليوم أكثر من أي وقت في الماضي".
ولعبت تركيا دورا كبيرا في المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل من خلال رعايتها لتلك المحادثات التي بدأت في أيار عام 2008, قبل أن تعلق آخر كانون الأول الماضي, حيث تم إجراء 5 جولات من تلك المحادثات في مدينة اسطنبول التركية.
وفيما يتعلق بتطور العلاقات السورية التركية؛ قال الأسد إن "ما تحقق من نجاحات في علاقات البلدين خلال السنوات الأخيرة يرتكز إلى القاعدة التاريخية للشعبين لكن هذا العامل لا يكفي لوحده بل لابد من وجود الإرادة القوية التي تهدف إلى صناعة المستقبل".
<TABLE id=table1 width="16%" align=right border=1>
<TR>
<td style="FONT-SIZE: small; FONT-FAMILY: Tahoma">
</TD></TR>
<TR>
<td style="FONT-SIZE: small; FONT-FAMILY: Tahoma">
</TD></TR>
<TR>
<td style="FONT-SIZE: small; FONT-FAMILY: Tahoma">
</TD></TR></TABLE>
وتابع أن "الانجازات التي تحققت كبيرة قياساً إلى الفترة الزمنية الماضية لكنها لا تتناسب مع الإمكانات الضخمة وطموحات الشعبين".
وأضاف أن "ما رأيناه من توقيع لأكثر من 50 اتفاقية ومذكرة ووثيقة هو مؤشر كبير في هذا الاتجاه لكن التحدي هو كيف نحول هذه الاتفاقيات إلى انجازات على أرض الواقع".
وكانت سورية وتركيا وقعتا في وقت سابق من اليوم على 50 اتفاقية ثنائية خلال الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين البلدين، والذي بدأ أعماله في دمشق بحضور رئيس مجلس ا
لوزراء محمد ناجي عطري ونظيره التركي.
ورداً على سؤال فيما إذا كان هناك رغبة بزيارة لبنان بعد أن تحسنت علاقات البلدين؛ قال الأسد إن "من الطبيعي أن أزور لبنان لكن في الوقت المناسب"، مشيرًا إلى أنه لم تُوجّه له دعوة لمثل هذه الزيارة.
وتابع "زرتلبنان في عام 2002 وقد كنت في حينها رئيسًا للجمهورية، ومن الطبيعي أن يكون هناك في يوم ما زيارة إلى لبنان، وهذا ليس مستغرباً".
وتحسنت العلاقات السورية اللبنانية خلال هذا العام بعد سنين من التوتر, فقد شهد الأسبوع الجاري زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لسورية هي الأولى له منذ تسلمه مهامه بحث خلالها مع الرئيس بشار الأسد و عدد من المسؤولين السوريين العلاقات اللبنانية السورية , ووصفت المحادثات بـ "الودية و الإيجابية".
من جهته؛ قال أردوغان إن "العلاقات السورية التركية مثال يحتذى به, إذ أن سورية بوابة تركيا للانفتاح على الدول العربية , وتركيا بوابة سورية للانفتاح على أوروبا".
وأضاف أن ": إن علاقاتنا الاقتصادية والتجارية وما أنجزناه سابقاً سيكون له انعكاسات على ذلك", داعياً إلى "رفع حجم التبادل التجاري أضعاف ما هو عليه الآن".
وارتفع حجم التبادل التجاري بين سورية وتركيا من 350 مليون دولار عام 2004 إلى ما يقارب ملياري دولار عام 2008, ويسعى البلدان إلى زيادة هذا التبادل.
يذكر أن العلاقات السورية التركية شهدت في السنوات الأخيرة تطورات كبيرة على أغلب المجالات, من خلال التنسيق السياسي المستمر بين قيادتي البلدين, إضافة إلى تنامي العلاقات الاقتصادية بينهما, فقد تم توقيع مذكرة التفاهم للتعاون في مجال التخطيط عام 2004, كما شهد هذا العام تشكيل مجلس التعاون الإستراتيجي ودخول اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا وسورية حيز التنفيذ وإلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين.