الدرس الرابع: النتائج الماليةلا يكتمل العمل المحاسبي بدون إظهار النتائج لرب العمل أو المقارنة مع سنوات أخرى أو منشآت أخرى، و وضع التقييم على العمل بشكل تجاري أو بشكل عام، و أهم نتيجة تهتم بها المحاسبة هي الأرباح أو الخسائر.
ميزان المراجعةإذا كنت متابعا لنا في المقالات السابقة سوف تكون قد تعرفت على أرصدة الحسابات، و هي تظهر مجموع حركات التعامل مع الحساب على شكل قائمة و هو نفسه ميزان المراجعة باختلاف طريقة وضع الأرقام، في أرصدة الحسابات يتم وضع الرصيد دائن (سالب) أو مدين (موجب) في العامود المناسب له، بينما يتم وضعه في ميزان المراجعة طبقا لنوعية الحساب، فإذا كان الحساب ذو طبيعة “مدينة” (موجبة) كأحد حسابات الزبائن و لكن كان رصيده دائنا (سالبا) لسبب أو لآخر (دفعة على الحساب مثلا) فيتم وضع رصيده في الطرف المدين و لكن بإشارة سالبة، هذه الطريقة مفيدة لجمع قيمة أرصدة الزبائن بشكل عام و بالتالي سوف يتم تلقائيا طرح الأرصدة الدائنة من المدينة و هذا لا يحدث في أرصدة الحسابات، إذاً ميزان المراجعة يشمل أرصدة الحسابات و لكن يحوي تحكمات أكثر.ميزان مراجعة
مدين دائن الحساب
1500 |
| محمد |
350 |
| زاهر |
0 |
| فادي |
1800 |
| عمر |
| 20000 | معمل الصابون |
الأرباح و الخسائرفي المثال جميع الزبائن تم وضع رصيدها في الطرف المدين بينما معمل الصابون في الطرف الدائن لأنه مورد البضاعة، بينما الزبون عمر لم يوضع في الطرف الدائن بل في الطرف المدين ولكن بإشارة سالبة.وسيتم شرح طريقة تحديد طبيعة الحساب لاحقا.تنقسم الحسابات في المحاسبة إلى نوعين، نوع يتم المحافظة عليه (على رصيده) مهما طال الزمان، و نوع يتم تصفيره و إغلاقه كل فترة زمنية.
- النوع الأول هو كحسابات الزبائن و الموردين و رأس المال
- و النوع الثاني كحسابات المصاريف مثل مصاريف الكهرباء و مصاريف الصيانة و أجور العمال و مصاريف الشحن و المشتريات و كذلك حسابات الإيرادات كالخدمات (الخدمات التي نقدمها للزبائن) و المبيعات.
يتم تصفير حسابات النوع الثاني (حسابات الإيرادات و المصاريف) كل فترة زمنية (سنة مثلا)، لأن قيمة هذه الحسابات لا يمكن المطالبة بها مثل مصاريف الكهرباء فقد تم صرفها و انتهى الأمر بعكس رصيد الزبون الذي أستطيع مطالبته بقيمة الرصيد.لذلك يتم تصفير هذه الحسابات بطريقة إفناء أرصدتها في بعضها البعض مما ينتج عن الفرق بينها الربح (أو الخسارة) من العمل التجاري بشكل كامل، لذلك يتم تحويل قيمة رصيد كل حساب مراد إغلاقه إلى الحساب المخصص لعملية الافناء (الاغلاق) و سيكون في النهاية هذا الحساب رصيده يمثل الناتج النهائي من ربح أو خسارة.عملية التصفير أو ما يسمى محاسبيا الإغلاق تتم من خلال كتابة سندات قيد نعكس فيها قيمة الحساب فيصبح بعدها هذا الحساب (المغلق) رصيده صفرا.و بما أنك تتعامل مع الحاسب فإن البرنامج سوف يتولى عملية الإغلاق بين الحسابات بشكل تلقائي و توليد سند قيد الإغلاق و بكبسة زر واحدة بعد معايرة الخيارات في البرنامج طبعا.معايرة الحسابات للإغلاقبطاقة الحسابات و ابحث عن حساب أحد المصاريف مثلا مصاريف الصيانة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لاحظ خانة “حـ/ ختامي” أي الحساب الختامي لهذا الحساب و أحيانا تسمى الخانة بـ “يغلق في” أو “يرحل إلى” أي أن الحساب يغلق في الحساب الختامي المحدد، يختلف الاسم حسب البرنامج المستخدم.حساب مصاريف الصيانة يغلق في حساب آخر عند طلب عملية الإغلاق التلقائي أي عند احتساب الأرباح و الخسائر أو الميزانية.قارن هذا مع حساب آخر لأحد الزبائن مثل حساب “عمر” ستجد هذه الخانة فارغة أي أن هذا الحساب لا يغلق و يتم المحافظة عليه.
انتقل الآن إلى التبويب “معلومات” في شاشة بطاقة الحساب لـ”مصاريف الصيانة”
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]انتقل بنظرك إلى خيارات “طبيعة الحساب” لاحظ أن حساب مصاريف الصيانة ذو طبيعة مدينة (موجبة) أي من المستحيل أن يكون رصيده سالبا، و لكن ليس الهدف منه هو التقيّد بالرصيد بل أيضا بطريقة توضعه في ميزان المراجعة كما ذكرنا سابقا.أما إذا كان الحساب في المستوى الأول (ليس له أب) فطبيعة الحساب أيضا تحدد توضعه، له و للحسابات التابعة له (الأبناء) في الميزانية (طرف الموجودات أم طرف المطاليب)، قد تكون هذه النقطة غير مفهومة حاليا إذا كنت لا تعرف الكثير عن المحاسبة.نشير أيضا في الصورة إلى خيار “حساب ختامي” و هي غير مفعلة و لا تفعلها إلا إذا كان هذا الحساب هو حساب ختامي بحد ذاته أي يتم الإغلاق فيه، ابحث عن حساب “الأرباح و الخسائر” و لا حظ أنها مفعلة لديه.
ملاحظة هامةتعتمد الكثير من البرامج في السوق على أن جميع الحسابات بما فيها الحسابات العادية يتم إغلاقها و لكن يحدد للحسابات العادية “الحساب الختامي” إغلاق في “الميزانية” بمعنى أن حساب الزبون “عمر” يتم إغلاقه في حساب “الميزانية” و هذا خطأ ترتكبه هذه البرامج لسببين.
- هذه الحسابات لا يجب إغلاقها أصلا لتغلق في الميزانية.
- يجب في هذه الحالة إنشاء حساب ختامي اسمه الميزانية و لكن في عالم المحاسبة لا يوجد شيء اسمه حساب “الميزانية”، الميزانية العامة هي تقرير من أحد التقارير المالية.
تقرير "الحسابات الختامية"تستطيع في المحاسبة أن يكون لديك أكثر من حساب ختامي، و تصنيف حساباتك تبعا لطبيعة العمل التجاري لديك، فتقسم الحسابات المصاريف و الإيرادات إلى حسابات تغلق في أحد الحسابات الختامية و الباقية في آخر، و ممكن أن يكون الحساب الختامي نفسه يغلق في حساب آخر، في العادة يتم إنشاء حسابين ختاميين “المتاجرة” و “الأرباح و الخسائر”، المصاريف و الإيرادات المتعلقة بالعمل التجاري البحت يتم إغلاقها في “المتاجرة” بينما حساب “المتاجرة” مع حسابات المصاريف التي لا تتعلق بالعمل التجاري تغلق في “الأرياح و الخسائر”، وهي كمصاريف الانترنت أو مصاريف الكهرباء إذا كانت الكهرباء ليست أساسية في العمل، إن ذلك يرجع للإدارة أو المحاسب للتحكم على إغلاق الحسابات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تقرير الحسابات الختامية هو عبارة عن حركة الحساب الختامي التي تمت عليه من خلال عملية الإغلاق، من القوائم اختر “تقارير مالية” ثم “إجمالية” ثم “الحسابات الختامية”.إذا لم تستطيع إيجاده ضمن القوائم استعن بدليل المستخدم أو اتصل بالدعم الفني.لقد تعمدت إظهار وجود تقرير “الميزانية العامة” لإظهار الميزانية، لأن بعض البرامج قد تشملها في نفس شاشة “الحسابات الختامية”.
شاشة الحسابات الختامية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]خانة الحساب هي للحسابات الختامية المتوفرة لديك مثل “المتاجرة” أو “الأرباح والخسائر”قمت بمعايرة بضاعة آخر المدة ليتم توليد قيد إثبات بضاعة آخر المدة قبل احتساب الأرباح، وهي في العادة تتم بين حساب المتاجرة و حساب “بضاعة آخر المدة” و وضع القيمة الموجودة في المستودع 48000 (هذه النقطة تخصصية نوعا ما).اضغط زر تطبيق لتوليد التقرير.
نتيجة التقرير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مصاريف الشراء” و “المشتريات” هي المصاريف للعمل التجاري الذي قمنا به، بينما المبيعات هي الإيرادات، و بما أننا مازال لدينا بضاعة لم نبعها حتى نعرف ما هي الأرباح التي حصلنا عليها فيجب أن نبيع البضاعة الباقية افتراضيا (وهميا) و بسعر التكلفة حتى لا نحقق أي ربح وهمي، لذلك تجد بضاعة آخر المدة كحساب مثله مثل المبيعات و له قيمة البضاعة الباقية في المستودع بسعر التكلفة.الآن الفرق بين المصاريف و الإيرادات هو الربح أو الخسارة و بالتالي رصيد حساب المتاجرة هنا هو ربح 800، أي الإيرادات أكبر من المصاريف ب 800 ليرة.
نعود لشاشة التقرير و نغير الحساب من المتاجرة إلى “الأرباح و الخسائر” و نطلب تطبيق التقرير.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لاحظ أن حساب “المتاجرة” بقيمة 800 كربح جاء مثله مثل أي حساب إيرادات و لكن هنالك مصاريف الصيانة في جانب المصاريف بقيمة أكبر من الربح، أصبح رصيد حساب الأرباح و الخسائر 700 خسارة.
من التقرير السابق استنتجنا أن عملنا التجاري رابح 800 ليرة و لكن الآلات القديمة التي لدينا تستنزف الربح و تؤدي إلى الخسارة، لأن الصيانة ليست جزء من عملنا التجاري.إذا كنت لست محاسبا سوف تحتاج إلى مراجعة ما ذكر أكثر من مرة و بتغيير الأرقام و الأمثلة قد تستوعبها بشكل جيد، لأنه سوف تتشكل لديك الكثير من الأسئلة المحيرة عن سبب توضع الأرقام بالشكل السابق، و حجم المقال لا يتسع لنا أن نشرح كل شيء.
الميزانية العامةبعد أن انتهينا من مراجعة و ضبط الحسابات و توليد سند الإغلاق تلقائيا نحتاج لأن نرى بقية الحسابات التي لم يتم إغلاقها و مع ملاحظة أن حساب “الأرباح و الخسائر” لا يتم إغلاقه في أي حساب ختامي آخر فهو بدوره سيظهر في الميزانية.
الميزانية هي تقرير مشابه لتقرير “أرصدة الحسابات” و لكن الفرق هو إظهارها بعد عملية إغلاق حسابات الإيرادات و المصاريف، وطبعا يتم إظهارها بعدة أشكال طباعية كشكل قائمة أو حرف T لسهولة القراءة.
طلب الميزانية مشابه تماما لطلب الحسابات الختامية و بنفس المعايرة ولكن بدون تحديد حساب ختامي، لذلك سوف نظهر نتيجة الميزانية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لاحظ أن جميع الحسابات التي لا تغلق تم إظهارها بأرصدتها، أما التي تغلق فأغلقت و أصبحت في النهاية بقيمة واحدة متمثلة بالأرباح و الخسائر.أيضا الحساب “الأرباح و الخسائر” أتى بقيمة 700 ليرة و بما أنه ضمن طرف المدين فهو خسارة، احفظها هكذا، أما إذا كان في طرف الدائن فهو ربح.حساب “عمر” أتى بقيمة سالبة وضعت بين قوسين بدلا من إشارة الناقص الغير واضحة التي قد ترى كصفر، أيضا أتى بنفس الجهة التي أتى في الحساب الرئيسي الأول “الموجودات” نظرا لطبيعة الموجودات “مدينة” (أنظر طبيعة الحساب في بداية المقال)
في النهاية أرجو أن نكون قد وفقنا في هذا الشرح المختصر في وضعكم على بداية فهم البرامج المحاسبية، و المحاسبة لغير المختصين، بالرغم من الصعوبة في اختصار المفاهيم لكننا مررنا على النقاط الرئيسية في أغلب البرامج المحاسبية المتوفرة في السوق.